الحجاج- سفراء وشهود على النهضة العمرانية في مكة والمشاعر

المؤلف: حمود أبو طالب09.08.2025
الحجاج- سفراء وشهود على النهضة العمرانية في مكة والمشاعر

يشهد العالم طفرة تنموية غير مسبوقة ومتواصلة في كل من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مما يؤكد أن الصورة المضيئة للمملكة لا تنقلها فقط وسائل الإعلام، بل أيضاً الملايين من الحجاج الذين يحملون كاميراتهم الشخصية، لتوثيق هذه المشاريع الضخمة بإعجاب ودهشة في كل موسم حج. لا شك أن لوسائل الإعلام، بمختلف أنواعها، دورًا محوريًا وأساسيًا، وعليها واجب وطني ومهني في تغطية هذا الحدث السنوي العظيم، لكننا نعيش اليوم في عصر يستطيع فيه كل فرد تسجيل انطباعاته ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يرتادها جلّ سكان المعمورة.

فالحجاج، في واقع الأمر، هم سفراؤنا المتجولون حول العالم ومراسلونا الإعلاميون غير الرسميين، الذين يعودون إلى بلدانهم محملين بذكريات روحانية لا تُنسى وتجربة فريدة من نوعها، شاهدين على كفاءة المملكة في تنظيم وإدارة وتقديم الخدمات لأكبر تجمع إسلامي سنوي على كوكب الأرض.

لقد لمسوا بأنفسهم (وبكاميراتهم) جودة الخدمات المقدمة، بدءًا من وسائل النقل الفاخرة والمريحة، مرورًا بالرعاية الصحية المتميزة والمتطورة، وصولًا إلى المتابعة الأمنية الدقيقة واللحظية، بالإضافة إلى التفاني اللامحدود من قبل عشرات الآلاف من الأفراد والمؤسسات الداعمة التي تسعى جاهدة لخدمتهم بوجوه مبتسمة ونفوس رحبة ومتسامحة وكريمة، تعكس كرم وأصالة أهل هذه البلاد الطيبة المباركة.

والإنصاف يقتضي الإشارة إلى أن إعلامنا، بما شهده من تطور ملحوظ على صعيد الفكر والرؤية والتخطيط والكوادر المهنية والتقنيات الحديثة، يبذل جهودًا محمودة ومقدرة لتغطية تفاصيل مناسك الحج وكل ما يستجد فيها عامًا بعد عام. ومع ذلك، وكما أشرت سابقًا، فإن حجم الإنجازات يفوق القدرة على تغطية جميع التفاصيل بدقة وإسهاب، مما يجعل الحاج (المنصف) هو الإعلامي الأهم والأكثر مصداقية في نقل الصورة الحقيقية لموسم الحج!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة